كتائب الناصر صلاح الدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منطقة الزيتون


    السيرة الحياتية لشيخنا الغالى ابراهيم عمارنة

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 204
    تاريخ التسجيل : 20/04/2010

    السيرة الحياتية لشيخنا الغالى ابراهيم عمارنة Empty السيرة الحياتية لشيخنا الغالى ابراهيم عمارنة

    مُساهمة  Admin الجمعة مايو 07, 2010 12:34 am

    الشيخ إبراهيم عطا العمارنة "الناشط في مجال الدعوة الالكترونية"

    25 – 2 – 1963 ـ 29 – 4 - 2010

    من قرية راس أبو عمار المهجرة ، تقع على بعد 15 كم غربي القدس و 14 كم شمال غرب بيت لحم

    ولد في مخيم الدهيشة 25 – 2 - 1963 يوم عيد الفطر وكان الطقس ثلج وقد اكتست الأرض باللون الأبيض

    درس في مدارس مخيم الدهيشة للصف التاسع ومدارس بيت لحم للصف 12

    نشأ في بيت وطني له نشاط ضد الاحتلال حيث استشهد عمه أحمد في بداية الاحتلال أثناء قيامه بعملية عسكرية عبر نهر الأردن ، واعتقل الاحتلال والد إبراهيم في بداية سيطرة الاحتلال على الضفة ، ثم اعتقل الاحتلال اخته الكبرى وكان عمرها آنذاك 20 عاما وقضت في الأسر الإداري عامان

    كان رد الطفل إبراهيم على هذه الأحداث عنيفا غير متوقع، ولم يكن عمره قد تجاوز الخمس سنوات، حيث أخذ يصرخ على القوة العسكرية الإسرائيلية التي داهمت البيت وعاثت فيه فسادا وخرابا: اخرجوا ايها المجرمون، ماذا تريدون؟؟ وما كان من قائد الفرقة العسكرية الا ان حمله وأراد أن يقبله معجبا بشخصيته، فلطمه ابراهيم الطفل على وجهه واستمر في الصراخ وعندما ارادت هذه القوة اصطحاب اخته الى السجن صاح فيهم: لن أسمح لكم أن تأخذوها وأمسك بثوبها وأخد يدافع عنها فطلب قائد الفرقة من والده اصطحابه معه الى السيارات العسكرية الا ان ذلك لم يهدئ من ثورة هذا الطفل الصغير ابراهيم.

    وعندما كان يسمح بزيارة الاسيرة كان أهله يصطحبونه معهم في كل زيارة، الى سجن نابلس فرأى الاحتلال بكل قذارته وقسوته وهو يتجبر في المعتقلين وذويهم.

    كان يزور سجن نابلس المركزي وهو في السادسة من عمره، وعندما نقلت اخته الى سجن الرملة وذهب بصحبة اهله لزيارتها كانت القوانين قد تغيرت فطلبوا ابقاء احد الاطفال في الخارج حتى يبدل مع احد الاطفال الذين يدخلون الى الزيارة ووقع الاختيار على ابراهيم، لينتظر ، وفور دخول اهله للزيارة جاء السجان وقال ما هذا الطفل الذي ابقيتموه بالخارج، وعندما خرج اخوه فورا ليستطلع الامر ويدخله واذا بإبراهيم الطفل بركان ثائر يرشق السجانين والسجن بالحجارة ويصيح فيهم اخرجوا اختي من عندكم ! لماذا تحتجزونها.

    كان مخيم الدهيشة الذي يسكن فيه ابراهيم وعائلته منتفضا منذ بداية الاحتلال لم يهدأ ، مما جعل الاحتلال يحيطه بجدار حديدي ويمنع عنه التجول معظم أيام السنة فنشأ الشاب ابراهيم في هذه البيئة وهدى الله ابراهيم وعائلته الى الاسلام الصحيح واصبح من رواد المسجد ونشأ في طاعة الله، واصبح قلبه معلقاً بالمساجد، فكان يتحدى منع التجوال ويصدح بصوته الجميل بالأذان فيخرج الناس للصلاة ويشتبكون مع قوات الاحتلال مما حدا بهذه القوات أن تعتقله وتزج به في السجن ، كان في السجن خدوماً لإخوانه ولم يمنعه ذلك من رفع الاذان وإقامة الصلاة حتى في السجن.

    أنهى ابراهيم المدرسة والتحق بمدرسة مهنية وتعلم مهنة "لحام" الكهرباء والاكسجين، كان ابراهيم يحب اصحابه كثيرا، علمهم صنعته "صياغة الذهب" وفتح لهم مكاناً للعمل في المصنع، مما جعله محبوباً بين اصحابه، ولم أر صحبة تدوم مثل هذه السنين الطويلة، مثل صحبة ابراهيم وحب اصحابه له وتفانيهم في خدمته.



    عندما استلم ابراهيم الشاب أتعابه من المصنع، أول ما خطر على باله أن يؤدي فريضة الحج، فأداها عام 1992 ، وعند عودنه اقتنع بالعمل في مجال صياغة الذهب في الأردن، ومكث في الأردن حتى عام 2003 ، كان كريما جدا لدرجة أن ما في يده ليس له. واستمر في الإيثار ، حيث علم العديد من الأشخاص مهنة صياغة الذهب وفتح لهم محلات تجارية، وقد أثر ذلك الكرم والإيثار على حياته الاقتصادية ، حيث تكبد خسائر فادحة، لأن مروءته كانت تأبى عليه أن يقول خسرت، وخاصة عندما انخفض سعر الذهب إلى أدنى مستوى، حيث كان يعطي بعض المستثمرين أرباحا دون أن يربح..

    عاد إلى أرض الوطن عام 2003 فقيرا مريضا، ولكن الاجتياحات المتكررة، واعتقال شقيقه الأكبر مرتين بين 2003 و2007 ، دفعه للانخراط في العمل الإسلامي بشكل عفوي تلقائي، بما يستطيع المريض العليل الفقير، فكان مؤيدا ومناصرا للعمل الإسلامي،

    درس تجويد القرآن وهو في ريعان الشباب ، وأصبح مدرسا ومحفظا للقرآن الكريم منذ أواخر الثمانينات من القرن العشرين، ثم استأنف تدريس القرآن الكريم بعد عودته إلى الضفة الغربية حسبة لوجه الله، وعمل إماماً ومؤذناً لأحد المساجد بإكرامية بسيطة.

    وفي الانتخابات الفلسطينية عام 2005 – 2006 كان ناشطا في الدعاية لكتلة التغيير والإصلاح، وعمل مراقباً متطوعاً على الانتخابات الفلسطينية.

    وبسبب كساد التجارة في فلسطين في الآونة الأخيرة، وضيق الحالة الاقتصادية، تعلم تصوير الفيديو، وكان بارعا في ذلك، وعلم إبنه وبناته هذه المهنة، بعد أن أخذ دورة في التصوير في أحد معاهد الصحافة في مدينة الخليل.

    اعجب المدرسون الأجانب بشخصية إبراهيم ودماثة خلقه، وبراعته في اختيار القصص الإنسانية، فزاروه في بيته، واختاروا قصة طفل فلسطيني أشار بها عليهم لتكون برنامج الدورة في التصوير، وأنتجوا منها فلما دعائيا لطفل المخيم الفلسطيني.

    وكان من نتائج تأثرهم، أنهم حدثوا عنه زملاءهم في إيطاليا، فجاءوا وزاروه في بيته مرارا، معجبين بالحياة الإنسانية الإسلامية التي تعيشها هذه الأسرة المتواضعه.

    نشأ أبناءه وبناته على التربية الإسلامية الجريئة. مما أدى ذلك إلى اعتقال ابنته الجامعية في السجون الإسرائيلية. فصبر على لأواء هذا الاعتقال عشرة أشهر، وكان يذهب إلى محاكم الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرض للتفتيش المهين والإذلال، ويرى ابنته وهي تجر بالأغلال والأصفاد إلى قاعة المحكمة، حوالي 11 جلسة محاكمة، ويستمع إلى التهم الخطيرة التي كانت مخابرات الاحتلال توجهها لابنته، وتحاول جاهدة أن تلفق عليها الشهود، متهمة إياها بالاستعداد لعملية استشهادية، بينما تقف ابنته الفتاة الجامعية شامخة أمام القضاء الصهيوني الظالم، وتصر على براءتها من التهم الموجهة إليها، غير آبهة بما تدبر لها مخابرات الإحتلال من مكائد ومؤامرات. حتى خرجت بريئة من التهم العديدة الموجهة إليها، رافعة رأسها ورأس أبيها.

    ولم يكتف الاحتلال بذلك، وإنما اعتقل ابنه معاذ ، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، بتهمة المشاركة في أنشطة حماس، والمساعدة في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 ، وخرج من السجن بالكفالة، ولا زالت قضيته معلقة في دهاليز المحاكم الإسرائيلية.

    اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية ، ابنه قبل ذلك مرتين، ووجهت له نفس التهمة، وأخضعته للتعذيب القاسي.

    ولما انتشر الإنترنت، شارك في تأسيس غرفة فلسطين المسلمة، وكان نشيطاً جداً في هذا المجال، يصل الليل بالنهار، مدافعاً عن القضية الفلسطينية، داعياً للإسلام العظيم، يتصل بالمحاضرين والنواب والسياسيين من العديد من أقطار العالم، لتضم الغرفة الألكترونية بين جنباتها المئات من المستمعين والمشاركين، وربما الآلاف.

    كان كأنه حلقة وصل بين النواب والعلماء والأسرى في سجونهم، والمحررين من الأسر في بيوتهم، دون تكليف من أحد، ودون أن يأخذ على ذلك أجراً من غير الله سبحانه، يطرح في الغرفة الألكترونية التي سماها فلسطين المسلمة، القضايا الملحة والمستجدة والساخنة، ويناقش، ويفتح المجال للعصف الذهني، والحوار الفكري بين المؤيدين والمعارضين بأدب وخلق رفيع، لا يضيره من يشتم أو يستهزئ، كما لا يزيده من يمدح ويؤيد. غرفة تستحق أن تسمى بجامعة الرأي الحر، أو المطبخ السياسي، أو مصنع الأفكار الموضوعية التي تلد من رحم العامة، أو منبر الرأي الحر. أو ملتقى المؤيد والمعارض.

    كان وحدوياً حقيقيا. ليس بالشعار البراق، وإنما يجمع الآراء المتناقضة المتناحرة، ليخرج منها رأياً حراً مستنيرا.

    قالت فيه إحدى رواد هذه الغرفة من إحدى البلدان العربية أثناء كتابة هذه السطور: اللهم صبرنا على فراقه ... ماكان صديق ولا اب ولا عم ..كان جامع كل الصفات . ولم تكن قد رأته أو عرفته من قبل : إلا من خلال هذه الغرفة



    وقد أسلم على يدي ابراهيم وأصدقائه رواد هذه الغرفة، استاذ جامعي بريطاني وابنته، وأصروا على اعلان اسلامهم في منزله الصغير المتواضع. فجاءوه من أقاصي الدنيا، فاصطحبهم الى المسجد الأقصى المبارك ليعلنوا إسلامهم في رحابه.

    كان إبراهيم ودودا ذا خلق رفيع، لم نعرف له عدواً الا المحتل ، يتفانى في خدمة الناس بما يستطيع، وإن لم يستطع أرشدهم إلى من يساعدهم.

    كان كتوماً، لا يشتكي لأحد، بلغ به المرض والفقر كل مبلغ، ولم ير إلا مبتسماً محتسباً متعففا، يلبس أجمل ما يستطيع من الثياب، ويجامل بابتسامة بريئة طاهرة، وقد صدق فيه قول الله تعالى: " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"

    ظهرت نتائج هذه الأعمال وغيرها التي كانت مكنونة لا يعلمها أحد ، ظهرت نتائجها بعد وفاته، في آلاف المشيعين الذين جاءوا دون دعوة أو نشر خبر

    كأن الله جمعهم ليشيعوا معلم القرآن إبراهيم،

    وظهرت نتائجها على سكينته في موته، ابتسامة المبتهج بما يرى، الفرح بالمكافأة، كأنه عريس في ليلة عرسه.

    وظهرت في الجموع الكبيرة من المعزين، الذين أموا بيت العزاء ولا يزالون، كأنهم أمواج بحر متدفقة، حتى قال أحدهم وهو يزاحم على باب قاعة العزاء، والقاعة ملأى، والشوارع حولها تغص بالجموع المتلاحقة، لم أر في حياتي مثل هذا العزاء، هنيئاً لهذا الميت صاحب هذا العزاء. والآلاف يقولون وهم يصافحوا ويعانقوا ذوي إبراهيم: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.

    رحم الله إبراهيم ـ أبو معاذ ـ ونسأل الله تعالى أن يتقبله في النبيين والصديقين والشهداء،

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 12:07 am