غـثـيـان :: مـ G ـالات ساخرة (19)

مـ G ـالات ساخرة (19)

غـثـيـان



سحبني من يدي وأخذني على جنب وقال دون مقدمات : استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان ..

قلت في استغراب وعيوني أكثر دهشة من لساني : أيُّ سِرٍّ وأيُّ كتمان هذا؟! وعلى ماذا ؟!!! ..

- يا عمي أنا بدي أقول لك إنه العين حق (يغمز بعينه) ..

ازدادت دهشتي اتساعاً !!! .. (خير طمني شو في ؟ هل بدر مني في الكلام ما يسئ ؟! انته عن شو بتحكي؟!!!)..

- أنا قصدي.. يعني .. افهمني .. (بلاش الحركات والإستعراضات وانك جبت وعملت وسويت ؟!!!(وما زال في حركة دائمة ليديه وعينه اليسرى.. الغمز شغال) ..

بصراحة انا مش فاهم!! أي هو أنا بنت شغال فيها غمز؟!! وضح لو سمحت (بتذمر منقطع النظير)

- انت ليش هيك عصبي .. افهمني يا سيدي.. أنا بدي مصلحتك ..

ما هو كلامك بنرفز وما إله طعم ومن الآخر (بغث القلب) ..

- (أنا قصدي يعني .. بلاش قدام الناس تظل تقول أنا مبسوط أنا والعيال .. ورحنا مبارح رحلة وتغدينا برة والاولاد لعبوا وحبوا المراجيح..
وركبنا بالسيارة وبيغنوا مثل الأولاد الِّي بطيور الجنة وجاي هالناس جاي) ..
الناس عيونها ها (وفرق بشدة بين إبهامه والسبابة في كلتا اليدين على شكل دائرة) ...

كانت عيوني جاحظة وأحسست أن معدتي ستخرج من فمي .. رفعت يدي على فمي وأنا أُصدر أصواتاً من معدتي التي كنت أشد عليها وأنا في طريقي إلى الحمام..
وشعرت بأن هناك شيئاً ثقيلاً يتحفز للخروج من بطني .. فكنت أجري .. وما أن وصلت إلى المغسلة حتى استفرغت كل ما في جوفي ..
غسلت وجهي وأرجعت عينيَّ إلى مكانهما الطبيعي .. وعندما نظرت حولي كانت عائلتي تمارس طقوس الاستفراغ مثلي..

خرجت من الحمام وكان يقف على الباب وهو يقول:
(هاي بينت والحمد لله إلي إجت على هيك)

كنت أرمقه بنظرات نارية عندما كان يرفع يديه أمام وجهي ويفرق بين أُصبَعَي السَّبَابة والإبهام قائلاً :

(مش قلت لك الناس عيونها ها)