كتائب الناصر صلاح الدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منطقة الزيتون


    مشعل وفصل الخطاب !!

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 204
    تاريخ التسجيل : 20/04/2010

    مشعل وفصل الخطاب !! Empty مشعل وفصل الخطاب !!

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 22, 2010 3:24 pm

    مشعل وفصل الخطاب !!



    مما لاشك فيه أن سيرورة الأحداث في منطقة الشرق الوسط بايقاعها السريع والجنوني وما تنطوي عليه من جملة تحولات تتسم بالديمومة وحراكات واصطفافات تحت عناوين شتى وارتهانات سياسية ووظيفية واختراقات امبريالية ، ومعارك تحشيد وتجييش تخوض غمارها ماكنات إعلامية ضخمة - يرتدي بعضها الرداء الجوبلزي" الكاذب والمخادع " - قد تركت أثراً بالغاً في البنى الفكرية للشرائح المجتمعية لشعوبنا خاصة تلك الشرائح المحسوبة على محور المقاومة والممانعة للمشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة .

    ومما لاشك فيه أيضاً أن وجود المناخات التقليدية لدى كل الشعوب والتي تتلخص بالذاكرة المثقوبة والنفاق – فالشعوب طبقة غير مستقرة كما يؤكد البعد التاريخي وحقول الفلسفة السياسية وروادها – والإدراك المحدود وذلك بالتركيزعلى الممارسة السياسية ذات المحددات الظرفية بعيداً عن الفهم العميق للأبعاد الفكرية والأيديولوجية وغائية الفعل السياسي برمته والتي تعتبر النبع التي تنهل منه الممارسة السياسية والاجتماعية على كافة مستوياتها وأنماطها ، قد ساهمت بشكل كبير في خلق مفاعيل حقيقية لخصائص تلك المنطقة السالفة الذكر في البنى الفكرية للشرائح المجتمعية و إحداث حالة من الشك وعدم الثقة بالكيانات السياسية التي تتبع لمحور الممانعة .

    و إزاء كل ذلك فإن الكيانات السياسية لمحور الممانعة مطالبة بإحداث نضج سياسي وفكري وإعلامي يضاهي جهودها العسكرية تتجه للداخل كون النطاقات الاقليمية والدولية قد استأثرت على استحواذ تلك الكيانات في طور النضج الحاصل حالياً لها ، وفي ضوء ذلك فإن الشرائح المجتمعية بحاجة لمنظومة مواقف وتصريحات ومساهمات فكرية مستقاة من الأيديولوجيا التي تتبنها تلك الكيانات _ والتي تتسق مع أهداف وغايات تلك الشرائح المجتمعية والتي تمثلها ببديهة الحال – حيال كل مرحلة تنطوي على جملة تحولات كبيرة وحالة اصطفافات محمومة ونذر تصعيد تلوح بالأفق ، بعيدا عن اللغة الدبلوماسية اللبقة والتي ينبغي أن توضع في إطار حقل العلاقات الدولية وليس في إطار الحفاظ على البعد الأفقي " قواعد تلك الكيانات السياسية ومن يدعمها " والفوز بالمزيد من الشعبية في حقبة تتسم بالحرب الوجودية بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

    وعلى ضوء ذلك جاء الخطاب الأخير للقائد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ليؤكد على صحة هذه الفرضية ، ففي ظل ما تتعرض له الحركة من عمليات تشويه وطعن في نهجها ونضالها وأهدافها من قبل ماكنات إعلامية داخلية وخارجية ، وفي ظل الظروف التي تمر بها قضيتنا والتي لا تخفى على حد والتي بدأت مجتمعة في إرباك القناعات والتصورات لدى الكثير من أبناء هذا الشعب إزاء حركة حماس ومفاعيلها على المستوى السياسي والعسكري والاجتماعي ، جاءت تصريحات الأخ خالد مشعل لتضع من جديد حداً – قد يبدو مؤقتاً - لتلك التخرصات والترهات ويبدد الغيمة التي استبدت بالفضاء الفكري لكثير من أبناء هذا الشعب العظيم ، وأيضاً فإن التصريحات الأخيرة لمشعل جاءت متخمة بالدلالات والأبعاد والتي ينبغي وفي ضوء حقل السياسة أن يبنى عليها جملة من الفرضيات إزاء الظواهر السياسية المستقبلية في المنطقة .

    حماس وتقويض الدعاوى الجوفاء :

    لا غرو أن المشهد السياسي والإعلامي الفلسطيني بفعل الانقسام يعيش في هذه المرحلة حالة من الاحتراب وطغيان مفردات التشكيك والتخوين والطعن بالممارسة السياسية والنضالية لمختلف الأطراف وخاصة حركة حماس ، ولا غرو أن النضج السياسي والعسكري لدى حركة حماس مضافاً إليه استحقاقات إدارة بقعة جغرافية ككقطاع غزة أوجد هامشاً متسعاً أمام تنظيمات اسلامية وأخرى يسارية لإيجاد حيز وجود تنظيمي متنامي على حساب الطعن والتشكيك ببرنامج حماس وممارستها العملية أيضاً ، وهذه الحقائق مجتمعة أدت إلى خلق بنى فكرية مضطربة لدى بعض أبناء الشعب الفلسطيني جعلت من جدليات وحدة الفكر والممارسة لدى الحركة وصدقية مشروعها من بروز المشاريع الانتهازية لديها جل اهتمامها وفي حيز تساؤلاتها اليومية .

    ولكن التصريح الأخير بحدة مفرداته وصياغاته المستقاة من الأيديولوجيا التي تتبناها الحركة وضعت حدا لتلك المزايدات الجوفاء وكشفت السواتر الهلامية التي تمترس البعض خلفها تحت ذريعة تخلي حماس عن نهجها ، فالأخ خالد مشعل أكد على أن الحركة لن تعترف باسرائيل ولن تقدم تنازلات تمس الحقوق الفلسطينية بالمقاومة والدفاع عن أرضه – كون شروط الرباعية تقوض جوهر النضال الفلسطيني ببديهة الحال –حيال عدو يواصل مخططاته في قضم الارض الفلسطينية واغتيال كل ما هو فلسطيني ، وبهذا أكد مشعل بأن الحركة ستبقى تشكل رأس حربة مشروع المقاومة والضامنة له على الصعيد السياسي والصياغي – والذي يشكل غطاء قانوني داخلي للعمل المقاوم - مهما بلغت حجم التحديات والتهديدات .

    حماس ليست في جيب أحد :

    كما أن أي شخص عارف بمسار التفاعلات في المنطقة وماهية الحراكات الحاصلة أخيراً خاصة على صعيد المسار السعودي السوري وحالة التقارب التي شهدتها تلك العلاقة ، يدرك أن حالة التقارب ستنعكس على حلفاء كلا الطرفين وإحداث حالة من الليونة في المواقف السياسية لدى تلك الأطراف والعمل على المقاربة بين وجهات النظر ، وكون عقيدة محور الاعتدال لا تخفى على أحد فإن بعض المحللين ذهبوا إلى أن حماس في ضوء هذا التقارب قد تتخلى عن مواقف راديكالية إزاء العملية السلمية والمقاومة والمبادرة العربية يإيعاز من النظام السوري .

    لكن التصريحات الأخيرة لمشعل والتي أكد فيها أن مسؤولين عرب – وهم ببديه الحال من محور الاعتدال كون عقيدته تطالب بالاعتراف باسرائيل وشروط الراعية – قد طالبوا بفعل حالة التقارب الناشئة ووجود قنوات اتصال كنتاج طبيعي لها بأن المصالحة وقبول التعديلات الحمساوية على الورقة المصرية مرهون بقبول حماس بشروط الرباعية ومن ضمنها الاعتراف باسرائيل ، لكن الجواب هذه المرة جاء كالصاعقة وبدون استخدام مفردات دبلوماسية لبقة كانت ستفي بالغرض ولا تسبب الحرج لسوريا بل جاء الرد بمفردة متفجرة تضع حداً لأوهام المهللين بارتهان حماس السياسي والوظيفي لأطراف عربية والتأثر بعلاقاتها وتحولاتها وتبدد تلك الفرضيات الخرقاء، ولتؤكد أن برنامج حماس وسلوكها منبثق من أيديولوجيا تتسق مع حقوق هذا الشعب وغاياته فقط وليست رهينة لأحد .

    رائحة حرب تزكم الانوف :

    كما علينا وفي ضوء حقل العلاقات الدولية والمنهج الامبريقي " التجريبي " التاريخي ألا نغفل أن التخلي عن اللغة الدبلوماسية من قبل المستوى السياسي لأي حركة في ضوء الاوضاع الي تتسم بها المنطقة ككل ، تشي بأن مسار التفاعلات يتجه نحو الأسوء _ وهو الحرب _ كون المفردات المتفجرة تؤكد انسداد الخيارات السلمية لمختلف المعضلات القائمة ، وفي المقابل تهيء المناخات الداخلية والخارجية لخيارات بديلة ستكون عناوينها أزيز الرصاص وصوت المدافع ، فضريبة التخلي عن اللغة الدبلوماسية في أوضاع حرجة ومحورية ترتدي طابع الوجود هو البحث عن خيارات من قبل الطرف المعادي لإرضاخك تتسم بالعنف والقسوة .

    ولعل المعطيات الأخيرة والتي تؤكد وجود نوايا حقيقة لدى الكيان الصهيوني وأمريكا لضرب إيران أو أي طرف من محور الممانعة من خلال المناورات المتواصلة وعمليات تحصين الجبهة الداخلية لدى الكيان وسباق التسلح المحموم والحراكات التي تنطوي على خلق محاور عربية مساندة لأي هجوم قادم على إيران وبناء الجدار الفولاذي على حدود غزة وتصاعد وتيرة الحرب الاعلامية ، تؤكد بأن تصرحات مشعل لم تكن للإستهلاك الإعلامي وليست من قبيل بالونات اختبار لجلب ردود أفعال يبنى على ضوئها موقف سياسي واضح ومتزن بل هي نذر الانسداد واقتراب الحرب .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 11:37 pm