كتائب الناصر صلاح الدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منطقة الزيتون


    ماذا لو صحت رواية مقتل البغدادي والمصري؟! * ياسر الزعاترة

    avatar
    فارس 2000


    المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 23/04/2010

    ماذا لو صحت رواية مقتل البغدادي والمصري؟! * ياسر الزعاترة Empty ماذا لو صحت رواية مقتل البغدادي والمصري؟! * ياسر الزعاترة

    مُساهمة  فارس 2000 الجمعة أبريل 23, 2010 8:02 am

    لا يطير أبو عمر البغدادي زعيم ما يعرف "دولة العراق الإسلامية" في الهواء ولا يسير على الماء ، ولا يملك طاقية الإخفاء ، لا هو ولا وزير حربه (أبو أيوب المصري أو أبو حمزة المهاجر). فهما يتحركان في فضاء يكاد يكون معلوما إلى حد كبير ، لكن غياب الصور الحقيقية المؤكدة لهما ، إلى جانب تحركهما الموغل في السرية هو الذي منحهما فرصة العيش كل هذه المدة ، وقد عاش الزرقاوي قبلهما ردحا من الزمن ، لكنهم ما لبثوا أن وصلوا إليه وقتلوه.

    ستمر أيام وربما أكثر قبل أن تتأكد الرواية ، أعني حتى ينفي تنظيم القاعدة الخبر أو يؤكده ناعيا الرجلين للأمة الإسلامية كما جرت العادة. وما يدفع إلى التوقف بعض الشيء رغم ترجيح صحة الخبر هو أن هذه المرة ليست الأولى التي تعلن فيها الحكومة العراقية ذات الخبر ، ونتذكر قبل عام تقريبا كيف جرى إخراج رجل بسيط لا يكاد يبين على الفضائيات على أنه البغدادي.

    في السياق السياسي ، هناك ما يدفع المالكي إلى الإعلان عن مقتل الرجلين ، فهو يفعل ذلك في ظل إعلان آخر عن فرز يدوي لنتائج انتخابات بغداد يعتقد كما قال بأنها ستفضي إلى تغيير النتيجة ، الأمر الذي لن يحتاج الكثير ، فما هما إلاّ مقعدان يُسرقان من القائمة العراقية ويذهبان لحسابه حتى تنلقب النتيجة لصالحه.

    هو إلى جانب ذلك في حاجة للتأكيد على أنه الزعيم الذي لا يوجد في العراق من هو أقوى منه ، لا إياد علاوي ولا سواه ، وأنه هو وحده القادر على تكريس دولة القانون (هذا هو اسم قائمته الانتخابية).

    يبقى الموقف الأمريكي الذي أكد الخبر خلافا للمرات السابقة ، هو الذي لا يُرجّح تواطؤه مع المالكي في لعبة من هذا النوع ، مع أن حاجة الجيش الأمريكي إلى بعض النجاحات تبدو حاضرة أيضا في ظل فضيحة الشريط الأخيرة ، ومعها فضيحة القتل المشابهة في أفغانستان ، لكن سهولة نفي الخبر في زمن محدود لا يمنح فرصة للكذب المقصود.

    الآن ، وفي ظل الميل إلى صحة الخبر كما تذهب المؤشرات المتوفرة رغم الشكوك حول بعضها ، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيؤدي مقتل الرجلين إلى وضع خاتمة لرواية القاعدة في العراق؟ الجواب دون كثير عناء هو كلا ، فالتنظيمات لا تنتهي بمقتل قائدها أو عدد من قياداتها ، بل تتراجع وتنتهي بغياب الظروف الموضوعية التي سمحت لها بالظهور والنمو والصعود ، من دون أن ينفي ذلك حقيقة تأثرها بغياب قادتها المتميزين.

    يشار هنا إلى أن البغدادي وصاحبه لم يظهرا في واجهة العمل قبل شهور ، بل قبل ما يزيد عن ثلاث سنوات ، ما يعني أن من الطبيعي أن يكون لهما من يخلفهما ، ولعل ذلك هو ما دفع المالكي إلى التأكيد على أن مقتلهما ترافق مع اعتقال عدد كبير من قيادة التنظيم ، الأمر الذي يصعب تصديقه ، فمثل هذه التنظيمات ليست جيوشا تتواجد في معسكرات ، بل خلايا تتوزع على نطاق جغرافي كبير.

    من الصعب القول إن الظروف التي سمحت للقاعدة بالتشكل في العراق (كانت التوحيد والجهاد ثم تحولت إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، ثم دولة العراق الإسلامية) ، ومن ثم النمو والصعود لا زالت متوفرة بذات القدر ، فقد خسر التنظيم خلال السنوات الثلاث الماضية الجزء الأكبر من حاضنته الشعبية ، أولا بسبب ممارساته وصدامه مع قطاعات عريضة من القوى العربية السنية ، وقبل ذلك بسبب انضمام قطاع كبير من المسلحين العرب السنة إلى ما عرف بالصحوات ، وبالطبع إثر تحول بوصلة هذه الفئة برمتها نحو عداء إيران وليس الأمريكان.

    على أن تراجع حماسة العرب السنة للتنظيم وتناقض قطاعات واسعة معه لا ينفي أن هناك من يتفاعل معه بهذا القدر أو ذاك ، بدليل مسلسل التفجيرات الكبيرة والمهمة التي ينفذها بين حين وآخر ، والنتيجة أن الظروف الموضوعية التي تسمح للتنظيم بالحركة ممثلة في وجود الاحتلال والتناقض الطائفي وتهميش العرب السنة لا تزال قائمة ، وإذا لم يؤد تأييد هذه الفئة للقائمة العراقية إلى تحسن حقيقي في ظروفها ودورها ، وهو المرجح ، فإن وضع التنظيم سيتحسن من جديد ، أو سيواصل فعله بذات المستوى في أقل تقدير ، الأمر الذي سينطبق على قوى المقاومة التي تراجع فعلها أيضا خلال العامين الماضيين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 8:21 pm