كتائب الناصر صلاح الدين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منطقة الزيتون


    جبهة المقاومة الموحدة.. هل يستعصي الحلم على التحقق؟!

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 204
    تاريخ التسجيل : 20/04/2010

    جبهة المقاومة الموحدة.. هل يستعصي الحلم على التحقق؟! Empty جبهة المقاومة الموحدة.. هل يستعصي الحلم على التحقق؟!

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 22, 2010 3:29 pm

    أدرك بداية أن شأنا كبيراً وقضية حاسمة من طراز توحيد المقاومة في جبهة واحدة لا يمكن معالجتها على عجالة ومن خلال مقال، بل يحتاج الأمر لبحوث مطولة ولتوفر إرادة سياسية تحاول تحقيق مطمح مُلحّ كهذا وخصوصا في ظل التهديدات الصهيونية المتزايدة بشن حرب جديدة على قطاع غزة.

    كان أول حديث جدي عن هذه الفكرة بعيد فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي وتشكيلها الحكومة الفلسطينية، حيث رأت قيادتها أن صعودها للحكم ببرنامجها المقاوم يفرض تغيراً دراماتيكياً على الصعيد العسكري يقضي بضرورة توحيد الجهد المقاوم ضمن منظومة واحدة تحظى بدعم ورعاية من المستوى السياسي الرسمي، ومثل هذه التوجهات لحماس لم تكن أسيرة نظريات مجردة أو تصريحات تهدف لدغدغة عواطف الجمهور، فمصداقية حماس في مزاوجتها بين الحكم والمقاومة أول ما دللت عليه عمليتها البطولية غير المسبوقة بأسر الجندي الصهيوني في غزة بعد مضي أقل من شهرين على تشكيلها الحكومة، يضاف لذلك أن الحركة ظلت حتى بعد صعودها للحكم صاحبة الرصيد الأكبر في العمل المقاوم، مع الإقرار بأن وتيرته انخفضت بشكل عام نتيجة ظروف ميدانية معقدة ليس هذا مجال الخوض فيها.

    أما ضريبة الخيار المقاوم فقد دفعته حماس قبل وبعد دخولها ميدان الحكم، بمعنى أن الحركة لم تغادر الدرب الشائك الذي يستنزف دمها وجهدها وراحتها ورؤوس قادتها، بل ظلت عنوان الاستهداف الأول، ولم يشفع لها دخولها النظام السياسي من أوسع بواباته الشرعية، بل أضيف لها بعد وصولها للحكم تحديات الحصار وتولي مسؤولية إدارة شؤون قسم كبير من الجمهور الفلسطيني في ظروف بالغة التعقيد وفي سياق تطلب منها مزاوجة صعبة بين المقاومة والحكم، والإدارة والصمود، والمرونة السياسية والتشدد في الثوابت.

    كل هذه التحديات خاضتها الحركة بمفردها، والغريب أن كثيراً من رفاق السلاح للحركة استفادوا من الوضعية الميدانية الجديدة الناشئة عن وصول حماس للحكم لكنهم في المقابل استنكفوا عن مشاركتها التحديات وحمل جزء من أعباء مسيرتها الشاقة، بل تحول بعضهم إلى عبء في بعض الأحيان حين حاول (بقصد أو بدون قصد) استغلال بعض الأزمات التي مرت بها الحركة للبروز إعلامياً والرغبة في تشكيل بديل جماهيري يمثل المقاومة، رغم أن رياح التغيير المتسارعة التي بلغت ذروتها في حرب غزة 2008-2009 قدمت المزيد من البراهين العملية على أن موقع حماس المقاوم لم ولن يصبح شاغراً أبداً، وأن ذراع حماس المقاومة في غزة تزداد نضوجاً وتنظيماً وتقدماً بمرور الزمن، وأنها لا تحتوي على بيئة خصبة لنمو ظواهر التشظي ولامركزية القرار والصراع على النفوذ كما هو حال غيرها.

    هذه المقدمة لا نسوقها من باب التنظير أو الترف، لكن الحديث عن توحيد العمل المقاوم يتطلب نظرة فاحصة للميدان نتبين معها حجم القوى المختلفة على الأرض وطبيعة دورها ومدى مطابقة ما تعلنه عن نفسها مع واقعها ووزنها، إضافة إلى استخلاص سليم يظهر موقع حماس من المقاومة وتقييم نزيه لدورها ومكانتها وثقلها باعتبارها الجهة الحاكمة في غزة والتي ستتولى تلقائيا قيادة جبهة المقاومة الموحدة في حال تشكيلها، ثم يجب البحث والتأكد فيما إذا كانت التصريحات حول وحدة العمل المقاوم مطابقة لنوايا مطلقيها الحقيقية أم لا، إذ لا يعقل أن نسمع التصريحات المنادية بوحدة السلاح فقط حين يستعر العدوان الصهيوني، بينما يغيب هذا المطلب عن الواجهة في فترات الهدوء والإعداد، وتنشغل بعض القوى والمجموعات في إثبات مواقف النكاية والتحدي الأجوف لحالة الإجماع المتفق عليها بين فصائل المقاومة.

    ولعل مثل هذه الظواهر السلبية الطارئة على العمل المقاوم تجعل توحده حاجة ملحّة وأولوية ينبغي أن تغادر دائرة التصريح إلى ميدان الفعل، فوجود جيش شعبي مقاوم منضبط وخاضع لقيادة مركزية واحدة سيلغي تلقائياً مظاهر المتاجرة بالمقاومة والإساءة إليها وسيسهل عملية ضبطها وإدارة دفتها بحكمة ومسؤولية.

    فما هي العوامل المشجعة لمشروع توحيد المقاومة؟ وما العوامل المثبطة له؟

    ثمة عوامل مشجعة عديدة لهذا المشروع ومساعدة على إخراجه لحيز الوجود، أبرزها: وضع الحكومة وحركة حماس في غزة، وحرية إرادتها وتحللها من أي التزامات أمنية او اقتصادية للاحتلال، إضافة إلى أهلية حماس لتقوّد زمام مشروع كهذا من ناحية قدراتها التدريبة وخبرتها المقاومة وحجم تسليحها وانتظام كتائبها المقاومة وجدارتها القيادية التي جعلت من القسام شبه جيش نظامي، وكلها عوامل تساهم في اختصار مسافات كبيرة أمام إخراج الفكرة للنور وتحويلها لواقع، واستثمار إنجازاتها بشكل خلّاق لصالح المصلحة العامة.

    أما العوامل المثبطة للمشروع فلعل أهمها يتركز في تلك النزعة السلبية الموجودة لدى بعض الفصائل المحسوبة على المقاومة والمتمثلة في النفَس الكيدي (للآخر) حتى في مقاومة المحتل، والاعتداد الزائف بالذات التنظيمية والغيرة من نجاحات المقاومة النوعية للآخرين، وهو ما يؤدي أحياناً لعشوائية في العمل على الأرض تتسبب في إجهاض الكثير من العمليات واستنزاف أرواح وعتاد في أعمال تفتقر لأدنى مقومات النجاح ولا غاية لها سوى الدعاية الإعلامية، وهو أمر شهدناه على مر تاريخ العمل المقاوم وخصوصا في انتفاضة الأقصى، ومؤخراً عقب عملية القسام في خانيونس والتي أدت تداعياتها إلى خروج بعض الفصائل عن طورها والتخبط الإعلامي والميداني والوصول إلى حد رمي حماس باتهامات باطلة ورخيصة والتنكر لفضلها على مختلف المجموعات المقاومة في غزة وما وفرته لها من ظروف عمل وتسليح مريحة.

    والأصل أن تكون هذه الجزئية (أي منح حماس تسهيلات مفتوحة للعمل المقاوم) مجلبة لإقرار وإجماع فصائلي على أن حماس مؤتمنة على المقاومة خياراً وتكتيكاً وإدارة وتوجيها، أما استغلال أية حادثة جانبية يفتعلها بعض المشبوهين للاحتكاك بأجهزة أمن الحكومة من أجل التشهير بالحركة والتشنيع على دورها فليس من المروءة او أخلاق المقاومين في شيء، وإن كانت بعض الفصائل قاصرة عن لجم أبواق بعض منفلتيها فلا أقل من أن يخرج قادتها بتصريحات رسمية تجلي الحقائق، لا أن يتحدثوا في جلساتهم المغلقة مع حماس بحال ثم يتصرفوا إعلامياً بحال مغاير!

    ولكن.. ولكي تخرج حماس من إشكالية مواجهة ظواهر الانفلات التي تستغل عباءة المقاومة فمسؤوليتها أن تدفع باتجاه خطوة توحيد العمل المقاوم، فتقيم بذلك الحجة على كل متكسب بشعار المقاومة وكل من يحاول استغلال الحوادث الجانبية وتفسيرها على نحو مسيء ومغاير للحقيقة.

    وكما قلنا فحماس تجاوزت بمراحل الحاجة لتقديم دليل على أهليتها لقيادة معسكر المقاومة، ويكفي أنها دفعت في الحرب الأخيرة بخيرة كوادرها وأفراد جهازيها الأمني الحكومي والعسكري الحركي إلى صفوف الميدان الأولى وكان المشهد مقتصراً تقريبا على طرفين للصراع: القسام من جهة والاحتلال من الجهة المقابلة.

    وبالتالي فلن تستقيم أي مغالطة تالية لخطوة التوحد من طراز ادعاء استئثار حماس بالعمل المقاوم أو احتكارها له، فلقد أثير لغط مشابه قديما وحديثا حول حزب الله من بعض القاعدين وقليلي الحيلة ممن لم يجدوا تبريرا لقعودهم سوى ادعاء أن ما يمنعهم من مقارعة المحتل في الجنوب اللبناني كان احتكار حزب الله للعمل المقاوم، رغم أن الحزب صنع انتصارين كبيرين متتاليين حين خلص له الميدان وتخلص من الشوائب المعيقة للمقاومة والمتكسبة باسمها وعلى ظهرها.

    ومع ذلك فليس المطلوب من حماس أن تحتكر المقاومة وحدها، بل أن تسعى لتنظيمها ولم شملها في جبهة واحدة ذات عنوان يحظى بتوافق وإجماع من مختلف فصائل المقاومة العاملة، وبعد تخليصه من الشوائب التي لا وزن لها سوى على ورق البيانات، وبحيث يتم تحييد مختلف المسميات الفصائلية لصالح ذلك العنوان الموحد والمجمع عليه.

    إن مسؤولية المبادرة لخطوة كهذه تقع على عاتق حماس بالدرجة الأولى، وكذا السير في الشطر الأكبر من مراحل تنفيذها، ويبقى على فصائل المقاومة الأخرى الاستجابة والإسهام في تحديد معايير وآليات العمل وخطوطه ورسم استراتيجيات المقاومة العامة، وبعدها يبقى اللوم على من يتخلف عن الركب، لأن حججه لن تنفعه ولن تشفع له حينها لتسويغ نكوصه وجبنه، أو ادعائه النضال والمزايدة باسمه على المجاهدين الحقيقيين!
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 204
    تاريخ التسجيل : 20/04/2010

    جبهة المقاومة الموحدة.. هل يستعصي الحلم على التحقق؟! Empty الله يرضى عنك و يسعدنا بيك

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 22, 2010 3:36 pm

    الاخ الغالي ربنا لا يحرمنا من مشاركاتك الطيبة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 7:50 pm